تضليل السناجب العملاقة



بعد حديثها مع السناجب العملاقة تأكدت أنهما لا يعرفان قيمة المارشمللو فهو أهم و أندر من مجرد أداة للحماية من الحيوانات الكبيرة .. تعبت نملة من التفكير في طريقة لإقناعهما بأنه رائحته هي ما تضلل الحيوانات المفترسة ويمكن تبديلها بأي شيء آخر .. الأمر هو أنها خائفة منهما ولا تعرف ماذا سيحدث إن غضبا .. بعد وقت كثير من التأملات والتفكير لم تدرك أن الليل على وشك الحلول وبالرغم من أنها نملة الشجاعة جدا جدا إلا أنها لا تريد بالطبع الوقوع في مصيدة أحد الكائنات التي تعتبرها وجبة لذيذة.
ودعت السنجابين و عادت في طريقها إلى المنزل .. رأت دخان يتصاعد من جهة المنزل .. قلقت نملة وأسرعت  في الذهاب لتجد أنه ليس حريقاً ولكنه أوزي .. كان يحاول شواء المارشمللو للعشاء في الفسحة أمام منزليهما..
كانت الرائحة شهية للغاية .. ولكن، من أين جاء بالمارشملو هذا المخادع؟ 
ذهبت نملة إليه لتطلب منه أن يعيد المارشمللو المسروق فوجدته يدعوها لهذه الوجبة الشهية، فؤجئت جدا وردت بغضب : هل تدعوني للمارشمللو الخاص بي؟ لهذا تظاهرت بأن مخزونك أيضاً قد سُرق حتى لا أشك بك أيها المخادع؟
تفاجأ أوزي من استنتاج نملة رد عليها بكل هدوء : اهدأي يا نملة، لقد سُرق حقا وقد وجدت هذا المارشمللو هذا الصباح في الغابة .. انتظرتك حتى نذهب سويا للبحث عن طعام ولكنك قد ذهبت مبكرا جدا فانطلقت على أي حال للبحث عن شيء آكله فوجدت هذا المارشمللو وهناك الكثير منه أيضاً.
ردت نملة: وكيف تفكر أني قد أذهب مع غريب مثلك يدعي أنه نملة .. أنت حتى لا تشبه النمل من عالمنا.
كان أوزي قد حضّر المائدة وناولها طبقها وهو يرد بنفس الهدوء : ولكنني ظننت أننا جيران ويجب أن نساعد بعضنا في محنتنا، فكرت أنك قد تعودين متأخر ولم تجدي ضالتك فأقمت هذا المائدة الشهية للنتشاركها سوياً، كان يوما طويلاً ومرهقاً لكلينا في النهاية ونستحق وجبة لذيذة ودافئة ،أليس كذلك؟
حسنا، تبدو محقا : قالت نملة
وبدآ يلتهمان المارشملو سويا على ضوء نيران الشواء 
لقد وجدت كمية كبيرة من المارشمللو تكفي للشتاء، إذا تقاسمناها ستكون لا بأس بها مع بعض التوت والسكر أيضاً، حسنا سننجو في الشتاء على الأقل .. لم أستطع إحضاها بسبب السناجبين العملاقين .. هما طفلان في الأصل يستخدمان المارشمللو لحمايتهما من الحيوانات المفترسة حتى يستطيعان اللعب في الغابة بدون خوف .. انهما لا يقدِّران قيمتها لذلك فكرت أن أعرض عليهما بديل للمارشمللو حتى أستطيع إحضاره إلى هنا .. كانت الخطة أن أطلب مساعدتك في نقلها فهي كمية كبيرة  على نملة صغيرة مثلي ونستطيع بعد ذلك أن نتقاسمها سوياً .. لم أجد حل مع هذين السناجبين وخفت أن يحل الليل علي في هذه الغابة الموحشة فعدت لأفكر بهدوء في حل مناسب : قالت نملة
جلس أوزي يفكر في هذه المسألة 
الجو هادئ والسماء صافية ونار الشواء هي ما ينير المكان وانعكاسه على البحيرة الصغيرة يضيف بعض السحر للمكان .. نملة و أوزي والمارشمللو أمامهما ،قامت نمل بإعداد الهوت شوكليت المميز بوصفته الخاصة بعالم النمل فقط و أمضيا الليل يفكران ويتبادلا الأفكار لكل هذه المسألة، كانت كل فكرة مرتبطة بقصة غريبة ومضحكة وبعضها مجرد أفكار مضحكة .. كانت ليلة مليئة بالأفكار الغريبة والضحك الكثير ... تذكرت نملة أنها لم تضحك هكذا منذ أن تركت عالم النمل وانطلقت في الغابة بحثاً عن مغامرة .. 
إنها من الأوقات السعيدة إذا: قالت نملة، وربما كان تأثير المارشمللو مع الهوت شوكليت ليس أكتر .. يتبع ...





Comments