خلال الرحلة التي قررتها نملة بعد رحيلها من عالم الناس قابلت العديد من الكائنات ومرت على العديد من الممالك .. منها الجيدة ومنها السيئة ومنها التي ساعدتها في بعض المواقف ومنها من كانت نذلة بطبيعتها .. النتيجة أن نملة اكتسبت الكثير وعرفت بالنهاية أن عالم النمل هو الأفضل في كل شيء رغم سيطرة ملكة النمل ورغم روتينية عملها بطبيعتها نملة عاملة وبعملها تذوب في وسط النمل فتفقد هويتها كنملة وتفقد شغفها بالمارشمللو وتصبح عبدة للسكر الذي بطبيعة الحال لا تناله إلا النملة المميزة في نظر الملكة وهي لم تحظى بهذه المكانة من قبل ,ولكن في النهاية هو أفضل مكان للنمل وأأمن مكان.
جلست نملة على نملة صخرة صغيرة وهي غارقة بهذه الأفكار حتى سمعت موسيقى حزينة من بعيد .. كانت ساحرة بقدر ماكانت حزينة. تسللت خلف الشجيرات الصغيرة حتى رأت مصدر الصوت .. كان المكان يشبه أحد الأماكن التي أخبرها بها احد ... ما ,من؟ ربما كان أحد أصدقائها أو .. ربما سمعتها صدفة وهي مارة بأحد الممالك؟ لا أدري.
ولكنه مكان ساحر يفوق السحر بمنظر الشجيرات الغريبة مع دخان إتٍ من مكان ما ولكن رائحته زكية حتماً. كانت الموسيقى تزداد حزنا وشجنا. حتى لاحظوا وجودها فتوقفت الموسيقى فجأة واتجهت الأنظار إلى نملة حتى تكلم أحدهم ورحب بها قائلاً: أهلا أهلا بالنملة الصغيرة جئتي لتشاركينا الشاي المدخن؟ فنظر إليه رفيقة الصرصور الآخر وقال :يا أحمق هذا الدخان ليس من الشاي وإنما من هنا :D وهو يشير إلى مدخنة غريبة ذهب إليها وصب منها بعض الشاي وقدمه إلى نملة فرفضت نملة بأدب ولكنه أصر.
جلس الصديقان حول المدخنة وهما يهذيان ومعهما نملة متوجسة. حتى أطلق أحدهما تلك النغمة الحزينة مجدداز لم تعرف نملة ماذا تفعل إلا الاستمتاع بهذه الموسيقى والدخان المنبعث من الشاي الذي لاحظت بالفعل انه شاي مدخن.
وعلى ألحان الصرصور العازف تكلم الصرصور الآخر: أنا وردي وقد جئت من مكان بعيد جدا, لففت العالم كله بجناحي هاذين ولكني سقطت هنا منذ شممت رائحة الشاي المدخن, انه رائع رااائع, يبدو أنك لم تأخذي رشفة واحدة ايتها الصغيرة.. هيااا استمتعي بجمال الحياة.
ابتسمت نملة وقربت فنجان الشاي منها لتأخذ رشفة وتكاثف الدخان على وجهها ورأت الكثير من الأصدقاء الذين رحلوا بالفنجان,, فقاطعها الصرصور الآخر وسحب منها الفنجان وقال :أنتي لا تنتمي لهذا العالم,, هيا اذهبي أو تتوقفي عن كونك نملة وابقي. فأوقفه صديقه: هياا انه وقت الشاي واعطاه فنجاناً آخر وشربه كله وبدأ بالغناء مجددا ومجددا ورأت نملة الكثير من الكائنات تأتي وتتراقص ولم تدري ماهو الحقيقي وماهو الخيالي منها. المهم ان الغناء كان عذبا والشاي جميل.
يتوقف صرصور الليل ليشرب فنجاناً آخر ويغني لحن جديد. ويرقص الجميع ويقوم وردي بتصرفات مضحكة وتضحك نملة وتشعر بأنها تطير. انها تطير بالفعل .. بعيدا عن الدخان وصوت افرطو صرصور الليل وبعيدا عن الشاي... الشاي اللذيذ .. الشاي المدخن اللذيذ.
استيقظت نملة في نفس المكان ولم تجد اي من الصرصورين ولا الدخان ولا الشاي, يبدو انني كنت كنت أحلم: قالت في نفسها.
وهمت بالتحرك للبحث عن الفطور ولكنها وجدت جناح الصرصور الوردي الذي ربما نسيه وربما كان هنا من قبل ووجدت آلة افرطو بين الشجيرات.
انه ليس حلما إذن :))
Comments
Post a Comment