في الصباح الباكر استيقظت نملة على صياح جارها أوزي وهو ينادي عليها .. فخرجت من جحرها لترى ماذا يحدث ..
"صباح الخير" قال اوزي
دعته نملة للداخل وقالت له : ما الذي أيقظك هكذا باكرا؟
حسنا، يجب أن أخبرك بهذا .. إنه إكتشاف عظيم أردت أن أخبرك به ليلة البارحة لكنك نملة متهورة وخفت أن تقحمي نفسك بالمشاكل .. ولكن أظن أنه حان الوقت لنثق ببعض و نتشارك اكتشافاتنا أليس كذلك؟
وجلت نملة ولم تعرف كيف ترد، فقامت لأعداد بعض القهوة لهما حتى تستوعب كلامه الغريب عن الاكتشافات والثقة. ما الذي يريده هذا الأوزي بالضبط؟
حسنا لن أطيل عليك، تعالي معي .. قالها أوزي وهو يسحب نملة من أحد مجساتها إلى خارج الجحر ..
لماذا نحن ذاهبان إلى الغابة؟ سألت نملة
در أوزي: ستعرفين حين نصل .. أظنك ستفرحين بهذا الإكتشاف أكثر مني .. هيا بنا
مشيا في طريق غريب داخل الغابة، لم تتوغل نملة كثيرا في هذه الغابة فقد كانت تخشى الكائنات المفترسة بطبيعة الحال ، كان أوزي أمامها وهو دليلها الوحيد .. نملة غريبة تشبه الجرادة يسكن في الجحر المهجور بجانب منزلها وتم سرقة المارشمللو الخاص به في نفس الليلة .. يتصرف بغرابة كأننا نعرف بعضنا منذ سنوات ..
يوقظك الصباح الباكر من نومك السعيد ليريك اكتشاف ما والآن هو دليلي الوحيد في هذه الغابة الموحشة .. حسنا يا نملة أظنك بالغت قليلا في مغامراتك الجامحة ،، ربما تكون هذه الأخيرة فأنت لم تتعلمي بعد عدم الوثوق في الغرباء حتى لو كان نملة مثلك ..
نملة، هل تسمعيني؟ كان أوزي يناديها وهي غارقة في أفكارها .. حتى استفاقت نملة
هل وصلنا إلى اكتشافك العظيم؟ سألت نملة باستهزاء و كأن السخرية هي أداتها الوحيدة في هذه الغابة المخيفة
قال لها: لا، ولكن أريدك أن تجربي هذه الثمرة، إنها لذييييييذة جدا ..
ما هذا؟ سألت نملة
صدقي أو لا ،إنها ثمرة الأوزي .. نفس الاسم صحيح؟ إنها ثمرة رائعة أحلى من المارشملو .. بمجرد أن تأكلي واحدة لن تكتفي منها .. أنا دائما أبحث عنها فهي نادرة جدا ولا يوجد منها في الغابات العادية .. توجد فقط في الصحراء حيث توجد عائلتي .. أظنني محظوظ اليوم بإيجاد هذه الشجرة فأنا لما أراها هنا البارحة ...
"حسنا لقد أخبرني مسبقا انه من النمل الصحراوي الذي يتغذى على الصبار .. كم هي حياة قاسية .. والآن يشعر بالحنين بسبب ثمرة الأوزي حسنا لن ألومه فهي تبدو لذيذة حقا" قالت نملة في سرها
كانت الثمرة شكلها عشوائي ليس لها شكل محدد مثل باقي الفواكه .. قاسية القشرة .. بمجرد أن تفتحها ينبثق منها عسل أرجواني لذيذ للغاية .. ليس حلوا بحلاوة العسل بل ألذ بكثير.
جلسا بجانب الشجرة يأكلان ويأكلان من ثمرات الأوزي فكما أخبرها أوزي النملة أنها مجرد استراحة وأنه لا زال الكثير حتى يصلان الى مكان اكتشافه الكبير
بعد انتهاء الاستراحة استعد كل من النملتين وحمل كل واحد منهما ثمرة على ظهره في حال جاعوا في الطريق .. وانطلقا ليكملا رحلتهما في عمق الغابة ..
هل هذا الاكتشاف يستحق حقا كل هذا العناء؟ لا تبدو الأمور واضحة من أول الطريق بالفعل ..
يتبع
Comments
Post a Comment